ابن رشد

 

ابن طفيل

يوجد فى العصر الذهبى للإسلام الكثير من العلماء العظماء والأجلاء ، الذين تركوا بصمة جيدة وجميلة وعظيمة فى الكثير من العلوم ، وتركوا إرثا ممتازا تأثر به علماء العصر الحديث . واعتمد علماء العصر الحديث على مؤلفاتهم فى  التطوير  العلمى والمعرفى فى شتى العلوم والمعرفة .

من هؤلاء العلماء العالم والفيلسوف العربى ابن طفيل

ابن طفيل :

هو ابوبكر محمد بن عبدالملك بن طفيل القيسى الأندلسى ،

هو فيلسوف وطبيب وفيزيائي وقاضى عربى أندلسى مسلم .

يعتبر ابن طفيل أشهر المفكرين العرب والفلاسفة المسلمين الذى تركوا آثارا خالدة فى عدة مجالات منها الفلسفة والأدب والرياضيات والفلك والطب .

ميلاده 

ولد ابن طفيل عام 1110 م ، فى وادى " آشى" بالأندلس     (أسبانيا ، حاليا )  ،  وهذة البلدة تبعد حوالى 55 كم عن قرطبة .

وفاته 

توفى فى عام 1185 م ، 581 هجريا ، فى "مراكش" بالمغرب

نبذة عن الفيلسوف ابن طفيل : 

تأثر ابن طفيل بمجموعة من العلماء أمثال ؛ ابن سينا ،    أرسطو ، أبوحامد الغزالى ، ابن باجة ، و الجاحظ .

وينتمى ابن طفيل الى المدرسة المالكية ، وأفكاره تميل الى النزعة الطبعية ، وهذه النزعة الطبعية تمثل التوفيق بين الأرسطوطلية مع الاسلام .

وكان ابن طفيل فيلسوفا ومفكرا وطبيبا وقاضيا وفلكيا .

ويمثل ابن طفيل الأب الروحى للنزعة الطبعية فى التربية عبر كتابه " حى بن يقظان " والذى حاول فى هذا الكتاب التوفيق الفلسفى بين المعرفة العقلية والمعرفة الدينية .

تتلمذ ابن طفيل على يد ابن باجة ، وخدم فى بلاط السلطان أبو يعقوب يوسف ، حاكم الأندلس فى عهد الموحدين .

وكانت للعالم ابن طفيل معرفة جيدة وشاملة بمختلف العلوم وخصوصا الفلسفة والفلك والطب .

وقد شغل ابن طفيل مناصب متعددة ، فاشتغل فى بادئ الأمر كاتبا فى ديوان حاكم غرناطة ، ثم أيضا فى ديوان الأمير      أبى سعد بن عبدالمؤمن حاكم طنجة .

ثم أصبح وزيرا وطبيبا للسلطان أبى يعقوب يوسف الموحدى وكان للفيلسوف  تأثيرا كبيرا على الخليفة ، وقام ابن طفيل بجلب الكثير من العلماء الى بلاط الملك ، ومنهم بصفة خاصة الطبيب والفيلسوف ابن رشد الذى قدمه ابن طفيل للملك عندما كبر فى السن ليشغل منصب طبيب السلطان بدلا منه ويتولى شرح كتب أرسطو للسلطان .

آثاره ومؤلفاته :

من أهم اعماله و مؤلفاته :

- رواية ( حى بن يقظان ) ، وهذه القصة تعتبر أشهر ما كتب ابن طفيل ، وهى قصة فلسفية شرح فيها ابن طفيل أفكاره الفلسفية وقام بعرضها بطريقة قصصية .

وحاول ابن طفيل فى هذه القصة الشهيرة التوفيق بين الدين والفلسفة ، وعرفت هذه القصة فى الغرب منذ القرن السابع عشر .

ولقد ترجمت هذه القصة الى لغات مختلفة منها ؛ الانجليزية والفرنسية واللاتينية والألمانية والعبرية .

- مؤلفاته فى الطب : 

ذكر العالم لسان الدين بن الخطيب أن ابن طفيل ألف كتابا فى الطب من مجلدين .

وذكر ابن أبى أصيبعة أنه يوجد كتاب فى الطب  لابن طفيل عنوانه :    ( مراجعات ومباحث بين ابى بكر بن طفيل وبين ابن رشد فى رسمه للدواء فى كتابه الموسوم بالكليات ) .

كما قال ابن الخطيب أن له   ( أرجوزة فى الطب ) .

ويذكر أن هذه المخطوطة الطبية توجد فى خزانة مسجد فى المغرب يسمى جامع القرويين بمدينة فاس بالمغرب .

مؤلفاته فى الفلك :

له مؤلفات فى الفلك ، حيث أشار ابن رشد الى أحدها فى شرحه الاوسط على كتاب ( الاثار العلوية ) لأرسطوطاليس ،  ويشير البطروجى تلميذ بن طفيل الى هذا الامر ايضا فى مقدمة كتابه فى الفلك .

آثاره ومؤلفاته الفلسفية :

آثاره الفلسفية لم يتبقى منها غير كتاب واحد هو كتاب ؛               ( حى بن يقظان ) .

وإن كان عبد الواحد المراكشى يذكر أن له "رسالة فى النفس" رآها بخطه ولكن هذه الرسالة تم فقدها ، ولكن "جوتييه" يشكك فى هذه الرواية ويقول أن المراكشى قد اختلط عليه الأمر بين رسالة "حى بن يقظان" وبين ما زعم أنه" رسالة فى النفس" .

شعره :

كان ابن طفيل شاعرا ، ومن شعره " الأرجوزة فى الأمراض وعلاجها " وأيضا قصيدة أخرى يحرض بها المسلمين على الحرب والجهاد فى الحملة التى جهزها أبويعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين وذلك لنجدة المسلمين فى الأندلس  . 

ومن هذه القصيدة ؛

أقيموا صدور الخيل نحو المغارب لغزو الأعادى واقتناء              الرغائب .

وأذكوا المذاكى العاديات على العدا فقد عرضت للحرب              جرد السلاهب .

فلا تقتنى الامال الا من القنا ولا تكتب العليا بغير                   الكتائب .

وله أيضا قصيائد فى الغزل الصوفى .

وأخيرا يعتبر ابن طفيل من أعظم الفلاسفة والعلماء العرب والمسلمين ، الذين لهم تأثير ممتاز فى الفلسفة والطب والفلك والذين تأثر بهم الكثير من علماء العصر الحديث .