ابن البيطار
ابن البيطار هو عالم عربى مسلم ، درس علم النبات والأدوية وقد كان مجال عمله العلاج والأعشاب والعقاقير والأدوية . فهو يعتبر رائد الطب الأخضر ، وأطلق عليه إمام النباتيين وشيخ العشابين .
من هو ابن البيطار :
هو أبو محمد ضياء الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد المالقى ، وذلك نسبة الى مدين مالقة حيث ولد فيها بالأندلس ، والمعروف بابن البيطار .
- ولد ابن البيطار فى عام 1197 م فى مدينة مالقة فى الأندلس ( أسبانيا حاليا ) ويرجع نسبه الى عائلة البيطار فى سوريا وفلسطين ،
- وتوفى ابن البيطار فى عام 1248 م فى دمشق ( بسوريا )
وقوميته أندلسى ، وسبب شهرته اسهاماته فى علم النبات والأدوية وتصنيفه العلمى فى طب السرطان .
نشأة ابن البيطار :
ولد ابن البيطار أو ضياء الدين المالقى النباتى الأندلسى فى عام 1197 م والموافق 593 هجريا ، فقد لقب ابن البيطار بألقاب كثيرة ، لقب بلقب "المالقى" نسبة الى مسقط رأسه مدينة مالقة بالأندلس " اسبانيا حاليا "
واطلق عليه أيضا لقب" النباتى" لأنه كان عالما متميزا فى علم النبات حيث كان نابغة عصره فى النباتى ، ويلقب بابن البيطار لأن نسبه يرجع الى أسرة مشهورة فى مالقة تسمى بعائلة البيطار ، وربما سبب هذا الاسم هو اشتغال هذه الأسرة بالبيطرة . وكان أبوه بيطريا ماهرا .
- دراسته لعلم النبات :
درس ابن البيطار ، فى بداية شبابه ، علوم النبات فى أشبيلية على يد عالم النبات أبوالعباس ابن الرومية النباتى ، صاحب العلم الغزير والشهرة الكبيرة فى علم النبات ، وعبد الله بن صالح .
وكان أستاذه ابن الرومية له مؤلفات مهمة وعظيمة منها كتاب " الرحلة " الذى ظل هو المرجع الكبير للعالم فى علم النبات لقرون عديدة .
وأخذ ابن البيطار شهرة جيدة فى علم النبات من أستاذه ابن الرومية ، وزاد عمله وزادت موهبته بعد ذلك حتى زادت شهرته وفاقت شهرة أستاذه ، وكثر ترحاله الى مدن وبلاد العالم الاسلامى وبلاد أخرى لدراسة والتعرف على أنواع النباتات .
رحلات ابن البيطار للعديد من بلاد العالم :
- تنقل ابن البيطار فى بداية حياته بين الكثير من من المدن الاسلامية ، لدراسة العلم والمزيد من المعرفة .
فتوجه الى مدينة مراكش ومنها انتقل الى الجزائر وتونس ثم الى آسيا الصغرى مرورا بأنطاكية .
- وزار بعد ذلك بلاد الشام ومصر والحجاز ، وأقام فى كل من الناصرة والقدس وغزة وبيروت ، ثم توجه الى بلاد الإغريق ووصل الى أقصى بلاد الروم .
- ولم يترك ابن البيطار بلاده الا بد بلوغه العشرين من عمره ، وكان قبل ذلك يتلقى العلم على يد استاذه ابن الرومية الإشبيلى ، حيث كان له دكان فى إشبيلية يبيع فيه الحشائش ويكتب فيه الكتب .
وساعد ابن البيطار أستاذه ابن الرومية ، فى دراسة علوم النباتات فكان يساعد أستاذه فى ملاحظة خصائص النباتات ، ودراسة خواصها الطبية ، ومعرفة أماكن زراعتها وانتشارها ، والبيئة المناسبة لنموها ، وأيضا معرفة أسمائها المحلية .
- ومكث ابن البيطار فى إشبيلية فترة ثم غادر ابن البيطار بلده لاضطراب الأحوال فيها ، ثم وصل الى المغرب واستقر فيها فترة معينة ثم نصحه ابوالحجاج بالسفر الى بلاد اليونان والرومان لإتمام دراسة علوم النبات .
اساتذة وتلاميذ ابن البيطار :
أساتذته ؛
كان من أعظم الأساتذة الذين التقى بهم ابن البيطار ، هم الذين التقى بهم فى الأندلس وخصوصا فى مدين اشبيلية ، وهؤلاء الأساتذة هم :
1- ابو العباس بن الرومية النباتي: كان اكبر و أشهر اساتذة بن البيطار فكان ابن الرومي طبيبا و نباتيا و صيدليا ماهرا و بارعا في اشبيلية ،و كانت له شعرة كبيرةفي علوم النبات .
فقد الف ابن الرومي كتاب الرحلة الذى يعتبر من أهم و أكبر المرتجع في علم النبات و ظل هو المرجع الوحيد في عبم النبات لعدة قرون .
وكان ابن الرومية يصطحب البيطار الى الريف لمعاينة انواع النباتات و دراسة خصائصها، و قد ورث ابن البيطار هذه الصفه الجيده من أستاذه الا انه تفوق في السمعة عنه .
2 -ابن حجاج الاشبيلي: ظهرت براعته في علم الفلاحه و النبات و تربيه الحيوان وومعالجه ما يصبيها منافات و امراض
3 _ عبد الله بن صالح الكتاني: وهو طبيب و أستاذ في علم الادويه و الاعشاب بمراكش ، فهو اندلسي عاش و مكث في مراكش و فاس.
تلامذته :
كان لابن البيطار في القاهرة و دمشق تلاميذ تعلموا منه الطب و علم النبات ،و من هولاء التلاميذ :
١_ أحمد بن القاسم ابن ابي أصيبعة:
ألتقي ابن ابي أصبيعية لاول موه بالعالم ابن البيطار فى دمشق و صاحبه الي ظاهر دمشق للتعشيب و دراسة الاعشاب ودرس منه عيون الكتب في الادوية المفردة ، وكان ابن ابي الاصمعيه صاحب كتاب عيون الانباء.
٢_ابراهيم ابن محمد السويدي الدمشقي:
أثر ابن البيطار في ابراهيم بن ابي محمد السويدي، اثر عميقا و ظهر هذا التاثير في بعض كتبه مثل كتاب ( السمات في اسماء النبات ) وكتاب (التذكرة الهادية و الذخيرة الكافية)
الرحلات العلمية لإبن البيطار :
- كان العالم ابن البيطار يحب التجول والترحال الى البلاد المختلفة ، فقد قام برحلات كثيرة الى بلاد اليونان والروم ، وجميع البلاد الاسلامية ،
وكان ابن البيطار يقابل علماء هذه البلاد ويعرف منهم ويتدارس معهم فى أنواع النبات ، وفوائده وخصائصه ، بالضافة الى قراءة الكتب والمصنفات .
- وكان ابن البيطار ، فى البلاد التى زارها ، يقوم بدراسة النبات فى منابته ، ويدرس أيضا التربة والحجر الذى ينبت فيه ، والعوامل المختلفة التى تأثر في النبات ونموه .
وبذلك جمع ابن البيطار خبرة واسعة وكبيرة تركزت من الملاحظة الدقيقة للنبات ، ثم وضع هذه الخبرة فى كتابين قام بتأليفهما وهما ؛ كتاب المغنى فى الأدوية المفردة ، وكتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغزية .
- وبعد أن درس ابن البيطار علم النبات فى الأندلس دراسة وافية ، ترك ابن البيطار بلاد الأندلس فى عمر العشرين ، فى رحلة علمية طويلة ، مر فى هذه الرحلة بالمغرب الأقصى وتونس والجزائر ثم طرابلس وبرقة ثم أبحر الى آسيا الصغرى وزار اليونان ، ثم اتجه الى بلاد الروم ، ثم توجه الى بلاد المشرق متمثلة فى بلاد فارس والعراق ، ثم اتجه الى بلاد الشام ومصر .
- وكان ابن البيطار يقيم فى كل بلدة مدة معينة يبحث فيها ويدرس كل ما يتعلق بالنبات بصورة مستفيضة ودقيقة ، بكل خواصه وفوائده والعوامل المؤثرة فيه .
وكان يصطحب معا شخصا رساما يرسم له كل نبات يراه بدقة ثم يجتمع مع علماء تلك البلاد يتدارس معهم ويأخذ عنهم مسائل النبات .
رحلته وإقامته فى مصر :
وعرف ابن البيطار معلومات جيدة عن النبات فى آسيا الصغرى وصار نابغة عصره فى علم النبات ، ثم استقر به المقام فى مصر ، وأخذ منزلة رفيعة عند سلطان مصر الأيوبى الملك الكامل ، وبعد وفاة الملك الكامل ، حظى ابن البيطار بمكانة ومنزلة أسمى وأرفع عند الملك الصالح نجم الدين أيوب وانتقل معه بين القاهرة ودمشق .
العلماء الذين تأثر بهم فى رحلاته :
- وتأثر ابن البيطار فى رحلاته العلمية بأفكار أبوقراط ، واستفاد من منهجه العلمى وكذلك كتبه فى علوم التشريح ، ووظائف الأعضاء .
- وتأثر أيضا ابن البيطار بالعالم ديسقوريدس ، وشرح له كتاب الحشائش وقارن بين معلوماته ومعلومات جالينوس وعلماء العرب . ومن أعظم إنجازات جالينوس التى تأثر بها ابن البيطار ، اهتمامه باجراء التجارب وتجهيز وتحضير الأدوية بنفسه .
- وتأثر أيضا بالعالم ابن سينا وخاصة بكتابه القانون والشفا .
- وتأثر أيضا ابن البيطار بالشريف الإدريسى والذى يعتبر عالما جغرافيا ونباتيا عظيما ، خاصة بكتابه الجامع لصفات أشتات النبات ،
وحرص ان يبحث ما جاء فى الكتب السابقة من أخطاء وتقصير .
ونهج ابن البيطار نهج الإدريسى الفريد فى تعريفه للنباتات بلغات مختلفة من اليونانية والهندية والفارسية والبربرية واللاتينية .
وتأثر أيضا ابن البيطار بالغافقى الذى يعتبر أعظم الصيدليين العرب ، وتأثر أيضا بالعديد من العلماء والصيادلة العرب أمثال الزهراوى ، وابن العوام ، وثابت بن قرة ، وأبو بكر الرازى ، وغيرهم .
مؤلفات وأقوال ابن البيطار :
للعالم الكبير ابن البيطار مؤلفات كثيرة ومهمة وخاصة فى علم النبات والأدوية ، منها ما يلى :
- كتاب " الجامع لمفردات الأدوية والأغزية :
قام ابن البيطار بالتأليف فى علم النبات مؤلفات عظيمة ، ويعتبر كتابه " الجامع لمفردات الأدوية والأغزية" والمعروف أيضا "بممل الكتب النباتية .
ويعتبر هذا الكتاب أشهر كتب العالم ابن البيطار ، فهو موسوعة متكاملة فى الصيدلة .
ويحتوى هذا الكتاب على وصف دقيق لأكثر من ( 1400) نوعا من الأعشاب والعقاقير الطبية . ويتضمن الكتاب أيضا على إشارات الى ( 150) كاتبا عربيا ، و عدد (20 )كاتبا يونانيا .
ويعتبى هذا الكتاب مرجعا مهما وعظيما لكل علماء وصيادلة العصر الحديث فى مجال الأدوية وطب الأعشاب .
وفاته :
توفى ابن البيطار فى عام 646 هجريا والموافق 1248 م ، فى دمشق ، فى الحادية والخمسين من عمره .
وتوفى ابن البيطار وهو يقوم ببعص أبحاثه وتجاربه على النباتات ، حيث تسرب اليه السم أثناء قيامه ببعض اختباراته وتجاربه على نبات حاول صنع دواء معين منه .
إرسال تعليق