U3F1ZWV6ZTQ1NDY3MjUzNzkyNjI2X0ZyZWUyODY4NDY3NTI4NTAzOA==

من هو أسطورة الفتح الاسلامى قتيبة بن مسلم

 من هو أسطورة الفتح الاسلامى قتيبة بن مسلم


قتيبة-بن-مسلم



قتيبة بن مسلم هو من أعظم القادة العسكريين فى تاريخ الفتح الإسلامى فى عهد الدولة الأموية ، فهو يعتبر أسطورة من أساطير الفتح الاسلامى ، فهو الذى قام بإدخال الاسلام الى بلاد آسيا الوسطى فى فترة القرن الأول الهجرى .

قتيبة بن مسلم هو فاتح بخارى ، وفاتح الصين ، القائد المسلم الشجاع البطل ، عملاق البطولات والفتوحات العسكرية الإسلامية .

معلومات عن مولد قتيبة بن مسلم ونشأته :


هو قتيبة بن مسلم بن عمرو ، والده هو "مسلم بن عمرو" كان من أصحاب" مصعب بن الزبير" ، حاكم العراق .
وشارك وقاتل مسلم بن عمرو مع صاحبه "عبدالله بن الزبير" فى الحرب التى دارت بينه وبين عبدالملك بن مروان .

ولد قتيبة بن مسلم فى مدينة البصرة فى عام (49) من الهجرة والموافق (669) من الميلاد .
حيث ولد وتربى فى بيت حكم وإمرة ، وقتيبة بن مسلم ينتمى لبيت من بيوت قبيلة باهلة العربية العراقية ، وحينما كبر قتيبة قام بدراسة الفقه وعلوم القرآن ، وكان يحب العلم والعلماء ، وبعد ذلك تعلم فنون القتال والفروسية .
وتميز قتيبة بالشجاعة والنبوغ وهو فى بداية شبابه .

ولما برع قتيبة وتميز فى فنون الفروسية والرماية ، لفت اليه أنظار الكثير من الناس ، فأعجب به القائد العسكرى "المهلب بن أبى صفرة" الذى بدوره وصف بطولته وقام بتزكيته عند "الحجاج بن يوسف الثقفى" الذى كان يحكم العراق فى ذلك الوقت .

بداية العمل العسكرى لقتيبة :


كانت بداية إنضمام قتيبة الى العمل العسكرى فى الجيش الإسلامى ، عندما كان يشتهر ببراعته فى فنون الحرب والفروسية والرماية ، وبذلك لفت إليه أنظار القائد" المهلب بن أبى الصفرة" .

وأعجب به المهلب وزكاه عند والى العراق فى ذلك الوقت وهو "الحجاج بن يوسف الثقفى" ، الذى أرسل إلى الخليفة عبدالملك بن مروان يبرز له شجاعة وإقدام قتيبة فى فنون الحرب .

فقام عبدالملك بن مروان بتعيين قتيبة بن مسلم أميرا على مدينة "الري" وولاه أيضا على مدينة "خراسان" ، وكانت هذه البلاد حينها تحت ولاية العراق .

فلما وصل خراسان فى عام (86) من الهجرة قام بوضع هدف ألا وهو الإهتمام بفتح بلاد ما وراء النهرين ونشر الإسلام فى هذه البلاد .



فتوحات القائد العظيم قتيبة بن مسلم :


عرف القائد قتيبة فى بداية شبابه بموهبته الكبيرة فى فنون القتال والحرب وعرف بشجاعته الفائقة ، ولهذه الصفات عينه الخليفة عبدالملك بن مروان واليا على مدينة "الرى" بنائا على توصية من "الحجاج بن يوسف الثقفى" والى العراق وتوصية وإعجاب من القائد "المهلب بن أبى الصفرة" .
ثم تم تعيينه واليا على إقليم "خراسان" الواسع والشاسع ،
وكان هذا الإقليم يتبع ولاية العراق بقيادة الحجاج الثقفى .

وكان العرب قد واصلوا الإنتصارات ودخلوا آسيا الوسطى بعد الانتصار المهم على الفرس  فى "معركة نهاوند" عام (642) ميلاديا .
ثم توقفت الفتوحات الاسلامية فى شرق آسيا بسبب الفتن التى تعرضت لها الدولة الإسلامية .
ثم قام حكام خراسان فى فترة الدولة الأموية ومنهم القائد "المهلب ابن أبى الصفرة" فى عهد الدولة الأموية بمحاولة فتح بلاد ما وراء النهر لكنهم فشلوا بسبب مقاومة شعب هذه البلاد وحكامها من الأتراك والذين كان لهم بأس شديد وقوة متميزة فى القتال .

الى أن جاء "قتيبة بن مسلم" ووضع خطة لفتح بلاد ما وراء النهر ،
والمهمة الأولى التى وضعها نصب أعينه هى القضاء على التمرد فى بلاد "طخارستان"  فتحرك بالجيش فى أولى حملاته العسكرية تجاه بلاد "طخارستان" ( شمال أفغانستان حاليا )  وتمكن من السيطرة على مدينة "بلخ" ، وقام حكام طخاستان بالموافقة على التبعية للدولة الأموية ودفع الجزية فى سنة (86) هجريا .

وفى الفترة من عام (87 ) الى (90) هجريا إهتم وفكر قتيبة بتكملة الفتح فى بلاد ما وراء النهر ، وكانت هذه البلاد منقسمة بسبب الصراعات والحرب الأهلية بين حكامها من الأتراك .

فتح مدينة بيكند :


أولا : توجه قتيبة الى فتح "بيكند" وخاض حرب شرسة وفى النهاية تمكن من فتح مدينة "بيكند" . وسقط فى أيدى المسلمين العديد من الأسرى والغنائم هناك .

وفى عام (87)  تم تطويق جيش المسلمين على يد الأتراك فانسحب قتيبة بجيشه وعاد الى مدينة "خراسان" بسبب التفوق العددى لجيش الأتراك .
وفى العام التالى شن قتيبة بن مسلم حملة أخرى انتهت بالفشل
مما دعا الحاكم الحجاح الثقفى الى أن يغضب .

فتح مدينة بخارى :


وبعد غضب حاكم العراق" الحجاج بن يوسف" ، بعد فشل فتح مدينة "بخارى" ،
كون الحجاج فى السنة التالية جيشا كبيرا يبلغ (300) ألف جندى بقيادة" قتيبة بن مسلم " وأرسله إلى بخارى بهدف فتحها .
وشن العرب هجوما قويا وساحقا بقيادة جيش عظيم يقوده قتيبة وخطة وضعها الحجاج الثقفى ، واستطاع الجيش الإسلامى فتح مدينة "بخارى" بعد قتال شديد مع القوات التركية المدافعة عن المدينة والقوات الموالية لها .
وتم جمع جزية كبيرة من هذه المدينة ، 

وبعدها أرسل حاكم مدينة "سمرقند" يطلب الخضوع للدولة الإسلامية ووافق على دفع الجزية . وأعلن تبعيته لدولة الخلافة الأموية الاسلامية .
وقام قتيبة ببناء مسجد كبير هناك فى حصن بخارى .

فتح مدينة خوارزم :


بعد ذلك توجه قتيبة الى مدينة "خوازم" بناء على طلب ملكها وقام بانتصارات عديدة هناك وقام بفتح منطقة خوارزم .

فتح مدينة سمرقند :


ثم قام بعد ذلك بالتوجه إلى مدينة "سمرقند" إحدى أعظم المدن التركية وحاصرها حصارا طويلا انتهى بفتح مدينة سمرقند واستسلامها وفرض الحكم الاسلامى هناك .


مراحل التخطيط العسكرى التى نفذها قتيبة بن مسلم :


كان قتيبة بن مسلم يخطط للحرب التى يخوضها بطريقة عسكرية منظمة ، فقد كان يقسم فتوحاته العسكرية الى أربع مراحل مختلفة .
فى كل مرحلة يحقق انتصارا وفتحا واسعا يثبت فيه الاسلام ويدعم أقدام دولة الاسلام الأموية تدعيما قويا .
ومراحل الاستراتيجية العسكرية التى يخوضها قتيبة بن مسلم فى حروبه هى كالاتى :

- المرحلة الأولى : 
اتجه قتيبة فيها بجيشه الى بلاد "طخارستان" السفلى والتى هى الان جزء من أفغانستان وباكستان ، وقام بفتحها وذلك فى عام (86) من الهجرة .


- المرحلة الثانية :
قاد فيها قتيبة جيشه واتجه الى مدينة "بخارى" وذلك فى الفترة بين عامى (87) و (90) من الهجرة ،
ونجح خلالها فى فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون ، وكانت بخارى تعد أهم بلاد ما وراء النهر وأقواها تحصينا وأكثرها سكانا .

- المرحلة الثالثة :
استمرت من عام (91) الى عام (93) هجريا واستطاع قتيبة فيها من تثبيت الاسلام ونشره فى منطقة نهر "جيحون" كلها .
واستطاع دخول وفتح إقليم "سجستان" والتى تقع فى إيران الآن ، وفتح إقليم "خوارزم" والذى يوجد الآن بين دول باكستان وافغانستان وإيران وواصل فتوحاته حتى وصل إلى "سمرقند" والموجودة فى قلب آسيا واستطاع إخضاعها إلى الدولة الإسلامية نهائيا .

- المرحلة الرابعة :
استمرت هذه المرحلة من عام (94) الى عام (96) هجريا وفيها تمكن قتيبة من فتح حوض نهر "سيحون" بمدنه ثم وصل إلى حدود أرض الصين ووصل الى مدينة "كاشغر" وجعل منها قاعدة للجيش الإسلامى ويعتبر ذلك أقصى مدى يصل إليه الجيوش الاسلامية .

قصة القائد قتيبة مع ملك الصين :


بعد أن فتح قتيبة بن مسلم "كاشغر" ووصل على أعتاب الصين وأرسل الى ملك الصين يدعوهم الى دخول الإسلام أو دفع الجزية ، أرسل ملك الصين "شوان زونج" الى قتيبة وطلب منه أن يرسل لهم مبعوثا يحدثه عنهم وعن دينهم .
فاختار" قتيبة بن مسلم" عشرة أشخاص من رجاله لهم جمال وحسن مظهر وحسن لباس وألسن حسنة ومتكلمة . ومعهم خيول حسنة .
وكان من بين هؤلاء الرجال "هبيرة بن مشمرج الكلابى" ، وقال لهم قتيبة : ادخلوا على ملك الصين فأخبروه أنى قد حلفت وعزمت أن لا أغادر حتى أطأ بقدمى بلاد الصين وأختم ملوكهم وأظفر بخراجهم .

فلما ذهبوا الى ملك الصين دعاهم ملك الصين ،
وفى اليوم الأول ؛ دخلوا على الملك وهم يلبسون ثيابا بياضا وتطيبوا بالروائح الكريمة ولبسوا نعالا جميلة ، ودخلوا على الملك بهذه الهيئة وجلسوا وكان الملك يجلس مع كبار مستشاريه ، فدخلوا وجلسوا ثم انصرفوا ولم يكلمهم الملك
وبعد أن انصرفوا قال الملك لمستشاريه : كيف رأيتم هؤلاء ؟ فقالوا : رأينا قوما يشبهون النساء .

وفى اليوم الثانى ؛ دخلوا على الملك هو ونوابه وهم يلبسون لباس المقابلات الرسمية مع الحكام ، فكانوا يلبسون اللبس الرسمى والعمائم ، ثم انصرفوا ولم يكلمهم الملك 
ثم قال الملك لمن يجلسون معه كيف رأيتم هؤلاء الرجال فى هذه المرة ؟ قالوا له : رأيناهم أشبه بالرجال فى هذه المرة .

وفى اليوم الثالث ؛ دعاهم الملك فدخلوا عليه وهم يلبسون لبس الحرب ويمسكون بالسيوف والرماح وركبوا الخيول
فقال الملك لأصحابه كيف رأيتم هؤلاء فى هذه الهيئة ؟ قالوا رأيناهم بصورة ما رأينا مثلها قط قبل ذلك .

وفى المساء أرسل الملك إليهم أن يبعثوا رئيسهم إليه ، فأرسلوا اليه " هبيرة" ، فقال له ملك الصين لماذ ظهرتم  بهذه الأشكال والهيئات فى اليوم الأول والثانى والثالث .

فقاله له "هبيرة" أما لبسنا وهيئتنا الأولى ههو لباسنا مع أهلنا وعشيرتنا ، أما زينا الثانى فهو الزى الذى نقابل به أمرائنا ، أما الزى الثالث فهو زينا إذا قابلنا عدونا .

وقال لهم الملك قد رأيتم كبر وعظم ملكى وأنه لا يمنعكم منى أحد وأنتم فى يدى كالبيضة فى كفى .
فقولوا لزعيمكم : إنه إذا لم تنصرفوا وترجعوا وأنتم قلة فى العدد وليس لكم شأن ولا قوة ولا عتاد بالنسبة إلى ملكى ، إن لم تعودوا إلى دياركم ، سأرسل إليكم جيوشا هائلة تدمركم .

فقال له "هبيرة" نحن قد أتينا إلى بلادكم بجيوش هائلة أولها على أعتاب أرضكم وآخرها فى أرض الزيتون ( يقصد بلاد الشام ) ونحن رجال لا نخاف من الحرب ولا الموت ولا ننصرف إلا إذا خضعتم  لمطالبنا ودخل بلادكم الإسلام ، أو تدفعوا الجزية وتخضعوا لنا .




علاقة قتيبة بالأتراك :


كان قتيبة بن مسلم هو السبب فى دخول معظم الأتراك الاسلام .
فلما فتح قتيبة مدينة "بخارى" وتغلب على تحالف الإمارات التركية هناك ، وقاتل القوات والجنود الأتراك قتالا عنيفا ، واستطاع قتيبة الهجوم كالعاصفة على مدينة "بخارى" ثم هزم الأتراك ، وقتل زعيم التحالف التركى ، 
ثم قام بفتح مدينة "سمرقند"
وبذلك استطاع إخضاع الأتراك للدولة الإسلامية ،
وتم دخول الأتراك للاسلام .
وبعد فتح مدينة "سمرقند" قام قتيبة بفتح ثلاثة مدن صغيرة متبقية تحت حكم الأتراك وهى مدينة "الشاش" (طشقند حاليا ) ، ومدين "أشروسنة" ، ومدينة "فرغانة" .
وخاض فى هذا الفتح حروب ومعارك شديدة ضد الأتراك حتى تمكن من فتح هذه المدن الثلاثة الصغيرة .



وفاة فاتح الصين ومكان دفنه :


فى أثناء تقدم قتيبة لفتح الصين ، ولما أرسل ملك الصين إليه بعض أبناء النبلاء لكى يختم عليهم وبعض من تراب الصين لكى يقف عليه قتيبة وأرسل إليه بعض الأموال كجزية وطلب ملك الصين وحاول أن يكسب ود قتيبة بن مسلم .

وافق "قتيبة بن مسلم" على ذلك وتوقف عن الاستمرار فى فتح الصين وذلك نظرا لسبب رئيسى هو علمه بأن هناك تغير فى الأوضاع فى عاصمة الخلافة الاسلامية .
وفى هذا الوقت تولى "سليمان بن عبد الملك" حكم المسلمين وكان على خلاف مع "الحجاج بن يوسف الثقفى" وكل رجاله وقادته بما فيهم القائد قتيبة بن مسلم .

فأرسل الملك سليمان الى قتيبة وطلب منه العودة وترك منصبه ، ولكن قتيبة تسرع وتمرد على قرار الخليفة سليمان 
فحدثت بعد ذلك مؤامرة فى جيش قتيبة بتحريض من الخليفة ، وتآمر جنود قتيبة عليه وانتهت هذه المؤامرة بقتل قتيبة بن مسلم .

والمقاتل الذى قام بقتل قتيبة يدعى "وكيع بن حسان التميمى" أحد مساعدى قتيبة والذى قام بصلب قتيبة وقطع رأسه وإرسالها الى الخليفة سليمان بن عبد الملك .

وكانت هذه هى نهاية القائد العظيم قتيبة بن مسلم فاتح الصين و عملاق الفتوحات الاسلامية .
فلقد مات قتيبة فى عام (96) من الهجرة والموافق(715) ميلاديا ، 

وهناك رأي آخر يقول إن قتيبة قد استمر فى منصبه فى فترة حكم الخليفة سليمان وتجاوزها وعاصر فترة حكم الخليفة "عمر بن عبدالعزيز" ، وذلك لأنه فى فترة حكم "عمر بن عبدالعزيز" حدثت محكمة سمرقند بين قتيبة بن مسلم وكهنة سمرقند ، ومن خلال أحداث هذه المحكمة دخل جميع أهل سمرقند فى الاسلام .

ومازال قبر قتيبة موجودا فى بلدة تسمى "فرغانة" تقع شرق "أوزبكستان" على مقربة من مدينة "أنديجان" .




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة