U3F1ZWV6ZTQ1NDY3MjUzNzkyNjI2X0ZyZWUyODY4NDY3NTI4NTAzOA==

موسى بن نصير القائد المجاهد ، وأعظم فاتحى المغرب والاندلس ، والقائد الذى لم يهزم له جيش

موسى بن نصير ، قائد جيش المسلمين فى شمال افريقيا ، وفاتح المغرب والاندلس


موسى-بن-نصير


موسى بن نصير هو قائد عربى مسلم من التابعين ، وهو من أعظم قادة الجيوش المسلمين ، حيث تمت فى عهده وتحت قيادته العديد من الفتوحات الاسلامية المهمة . 

فهو قائد عسكرى عربى مسلم ، كان يتميز بالقوة والشجاعة والخبرة فى أمور البلاد والحروب ، وكان يتميز أيضا بالتسامح وحب الناس وحب الاهتمام بنشر الدين الإسلامى السمح .


موسى بن نصير هو فاتح شمال افريقيا والاندلس وصقلية ، وهو القائد الذى ثبت ووطد الإسلام فى شمال إفريقيا وإسبانيا ، والذى ارتبط اسمه بتاريخ هذه المنطقة .


نشأة القائد موسى بن نصير :


هو أبوعبدالرحمن موسى بن نصير ، ولد فى عام( 19 )من الهجرة والموافق سنة (640 )من الميلاد ، فى مدينة الخليل بفلسطين فى بلاد الشام .

وتوفى فى عام (97 )من الهجرة والموافق فى عام (716) من الميلاد فى وادى القرى فى بلاد الحجاز( السعودية حاليا) .


كان نصير أبو القائد موسى بن نصير قائدا للحرس الخاص بمعاوية بن أبى سفيان عندما كان واليا على الشام فى عهد خلافة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضى الله عنهما .

وفى عهد معاوية بن أبى سفيان قاد موسى بن نصير جيشا للمسلمين لفتح قبرص .

وفى عام (73) من الهجرة عين الخليفة "عبدالملك بن مروان" خليفة المسلمين ، عين أخيه بشر بن مروان واليا للبصرة بالعراق ، وعين الوالى بشر موسى بن نصير معاونا له فى حكم البصرة .


ثم مات بشر بن مروان وتم تعيين الحجاج واليا على البصرة ، وفى عهده قام معاونى الحجاج بالوقيعة بينه وبين موسى بن نصير ، حيث اتهموا موسى بالاختلاس من خراج البصرة ، مما أدى ذلك الى غضب الخليفة عبدالملك بن مروان من موسى بن نصير .


وتولى موسى بن نصير بعد ذلك ولاية إفريقية والمغرب ، وشارك فى استقرار هذا الإقليم ومنه انطلق إلى الأندلس .



موسى بن نصير القائد المغوار :


موسى بن نصير كان قائدا عسكريا شجاعا ومغوارا ، كان يحب العسكرية وكان من أعظم قادة المسلمين فى مكانته الحربية وخلقه السمح و اهتمامه بنشر الدين الاسلامى فى البلاد التى قام بفتحها .


فهو يعتبر من أنجح القادة العسكرين المسلمين ويأخذ الترتيب الثانى بعد الفارس المسلم خالد بن الوليد من حيث البطولات الحربية والبسالة والشجاعة فى الحرب .


علاقة والد موسى بن نصير بالقائد خالد بن الوليد :


فى عهد الخليفة ابوبكر الصديق ، أرسل ابوبكر القائد العسكرى خالد بن الوليد الى العراق لفتح العراق ، وكان الفرس قد أرسلوا أربعين شابا من أذكى و أفطن الشباب الى العراق فى مكان وحصن معين بالعراق .


ولما وصل خالد بن الوليد وقام بفتح العراق والسيطرة على البلاد هناك ، قام بأسر هؤلاء الشباب الفارسيين هناك ، وكان نصير والد موسى من ضمن هؤلاء الشباب .

وذهب هؤلاء الأسرى الى مقر الخلافة فى الحجاز ، ثم أسلموا وتعلموا تعاليم الاسلام واللغة العربية ، ومن تلك الفترة وتعلق الشاب نصير بخالد بن الوليد وأحبه وأحب بطولاته ، وتمنى أن ينجب ولدا يكون فى نفس شجاعة خالد بن الوليد ويقتدى به .


وبعد ذلك تزوج بفتاة عربية وأنجب طفلا سماه موسى ، وهو البطل المسلم موسى بن نصير .


وكان أبوه شجاعا حيث شهد معركة اليرموك ، وكانت أمه أيضا تتميز بالشجاعة وكانت محاربة قوية ، حيث أنها استطاعت أن تأسر أحد جنود الرومان فى معركة اليرموك بواسطة عمود خيمة .

لذلك فقد تربى موسى بن نصير فى كنف الخلافة وبالقرب من معاوية بن أبى سفيان ، وأمه كانت شجاعة محاربة أيضا .


فتوحاته وبطولاته :


تم تعيين موسى بن نصير على قيادة جيش البحر ، وقام بغزو وفتح قبرص وذلك فى عهد معاوية بن أبى سفيان .

بعد ذلك تم تعيبنه واليا على شمال إفريقيا والمغرب ، وقام فى زمن قصير بتجهيز جيش إسلامى كبير وسار برجاله وخطب فيهم ووضح لهم أنه فرد فى الجيش مثلهم يصيب كما يصيبون ويخطئ كما يخطئون .


وكان هناك قحط فى بلاد المغرب حينئذ فقام بتجميع الجنود والناس وصلى بهم فى الصحراء ودعا ربه ولم يدعو للخليفة وطلب الفرج من الله ، وبعد ذلك استجاب الله لدعائه هو وباقى الجنود بعد أن طلب منهم إصلاح ذات البين والصوم والصلاة . ورزقهم الله بالأمطار والسقية .


قام موسى بن نصير بالتفكير الصائب وجمع المعلومات عن بلاد المغرب والبربر والأمازيغ ، الذين كانوا يسكنون البلاد حينئذ وكانوا يمتازون بالقوة ، حيث كانوا يرتدوا عن الإسلام ويعاودون ويقاتلوا المسلمين ويستولوا على البلاد بعد فتحها وحدث ذلك عدةمرات فى عهد الفتح السابق للمسلمين أيام القائد عقبة ابن نافع. 


وقام موسى بن نصير بعدد من الأفكار والخطط للنجاح فى فتح هذه الأماكن بالطريقة الصحيحة :


أولا : قام بطلب عدد من التابعين والشيوخ من بلاد الخليفة حتى يقوموا بتعليم البربر تعاليم الدين الإسلامى الصحيحة .

ثانيا : قام بتأمين المؤخرة للجيش فى كل مكان يفتحه ، حيث كان يقوم بالفتح للبلاد بالتدريج وبصورة بطيئة ويترك قادة لكل بلد يدخل فيها ويقوم بتأمين المؤخرة تأمينا سليما .

فقد فتح بلاد المغرب وشمال افريقيا فى سبع سنوات حتى يتمكن من تأمين هذه البلاد ويطمئن على استقرارها وثبات الاسلام فيها .


ثالثا : قام بتجميع البربر والامازيغ وقام بالتقرب منهم و وأدخلهم فى جيش المسلمين بعد ان تعلموا الدين الاسلامى السمح وتعلموا اللغة العربية أيضا 

وعين عليهم قائد منهم وهو طارق بن زياد القائد الشجاع الذع برز نجمه فى القيادة والحرب حينئذ ، ولذلك قام بت حيد الجيوش و سعد ذلك على استقرار الجيش وثباته .

وأدى ذلك الى التوسع فى الفتوحات الاسلامية ، حيث فتح ميناء طنجة ، وفتح بلاد المغرب ، وارسل الجيوش الى بلاد الاندلس بقيادة طارق بن زياد ، حيث تم فتح الاندلس وصقلية ومايوركا ، وهى بلاد اسبانيا . وكان النصر للاسلام والمسلمين . 




موسى بن نصير وفتح الاندلس :


بعد أن وطد وثبت موسى بن نصير الاسلام فى شمال افريقيا ، وثبت الدولة الاسلامية هناك : عن طريق الاستمرار والمكوث فى مدن شمال افريقيا لفترة طويلة ، وبناء الحصون فى المدن بعد فتحها لحماية مؤخرة جيش المسلمين ، وعن طريق دخول البربر فى الاسلام وتعليمهم الاسلام السمح بواسطة مجموعة متميزة من علماء المسلمين الذين قدموا اليهم من ارض الجزيرة العربية ، ثم محاولة ادخال البربر فى جيش المسلمين وتعيين بعضهم فى مناصب قيادية فى جيش الاسلام كالقائد المتميز طارق بن زياد ، وبذلك تم حل مشكلة البربر والسيطرة عليهم ومنع ارتدادهم عن الاسلام ،

بعد كل ذلك بدأ يفكر القائد العسكرى طارق بن زياد فى حلمه بفتح بلاد الاندلس وادخال الاسلام فى لاد أوروبا عن طريق بلاد الاندلس

فأخذ يفكر موسى بن نصير فى فتح اسبانيا ، فدرس الأمر فوجد أنه يوجد عدة صعوبات ومعوقات تعوق هذا الفتح المهم ، فأرسل لوالى مصر عبدالعزيز بن مروان ثم أرسل الى الخليفة عبدالملك بن مروان وأخبرهم بالأمر .

وأخبر الخليفة عبدالملك بن مروان أن الصعوبات التى تواجهه فى فتح الاندلس هى : عدم وجود سفن وموانئ بحرية لدى المسمين ، وعدم وقلة عدد المسلمين وعدد الجيش الاسلامى فى شمال افريقيا .

فأرسل الخليفة عبدالملك بن مروان الى موسى بن نصير وأمره بمحاولة حل هذا الموضوع بنفسه وبدون امداده بجنود من أرض الخلافة ، 

فوضع موسى بن نصير خطة عسكرية لمدة ثلاث سنوات :

-  وقام بالعمل الجاد هو وجنوده ، وقام ببناء السفن البحرية والموانئ البحرية ، فقد أنشأ ميناء طنجة ووعدد من الموانئ الاخرى .

- وقام بفتح جزيرة مايورقا الاسبانية لتكون حماية لظهر الجيش الاسلامى بعدما يدخولوا ويفتحوا اسبانيا .

- وأرسل فى البداية مجموعة من الجنود فى فرقة عسكرية استكشافية لتستكشف الاندلس ولكى يتعرف على الطبيعة الجغرافية لهذه البلاد قبل التقدم اليها وفتحها .


- وبالنسبة لقلة عدد جيش المسلمين فى شمال افريقيا ، قام موسى بن نصير بادخال الكثير من البربر الامازيغ فى الجيش الاسلامى وقام بتدريبهم وتعليمهم واعطائهم الثقة ، وأخرج منهم بعض القادة المميزين كالقائد البطل طارق بن زياد .

وبذلك كون جيشا كبيرا قوامه من العرب المسلمين والبربر المسلمين وعين طارق بن زياد قائدا على هذا الجيش .


وتقدم الجيش الاسلامى بقيادة طارق بن زياد وتوجه لفتح اسبانيا ، ومر من مضيق معين وهذا المضيق اطلق عليه بعد ذلك مضيق جبل طارق الى الان ، 

ودخل جيش المسلمين الى الاندلس وبدأوا فتح الاندلس واستمروا فى الفتح العظيم للاندلس .

وفى اثناء الفتح وقبل الانتهاء من فتح كل مدن الاندلس مات الخليفة عبدالملك بن مروان ، وتم تعيين ابنه الوليد بن عبد الملك حاكما وخليفة للمسلمين ، 


وفى هذه الاثناء بدأ موسى بن نصير بالتوسع فى فتوحاته فى بلاد الاندلس ، لكن أعداء النجاح المقربين للملك الوليد بن عبدالملك حاولوا الوقيعة بين الخليفة وموسى ، فخاف الخليفة من توسعات موسى بن نصير وازدياد نفوذه فى المناطق التى فتحها موسى .

فغضب الخليفة الوليد بن عبدالملك على موسى بن نصير واستدعاه للحضور الى ارض الخلافة ، وعزله 

وقبل ان يذهب موسى بن نصير الى ارض الخلافة عين طارق بن زياد قائدا لجيش المسلمين واوصاه بتكملة فتح الاندلس ، وعين ابنه عبدالعزيز بن موسى بن نصير مساعدا له .


ووصل موسى الى ارض ومقر الخلافة الاسلامية ، وبعد مجيئه بشهر علم بوفاة واستشهاد ابنه عبدالعزيز فى الحرب فى الاندلس .

وبذلك تم عزل موسى بن نصير من منصبه ولكن بعد أن حقق حلمه وقام بانتصارات كثيرة اختتمت بفتح الاندلس الذى طالما كان يحلم به .




حياته الشخصية وصفاته :


- كان موسى بن نصير انسانا خلوقا عادلا ، وكان قائدا عسكريا مغوارا وشجاعا .


- وكان موسى يحب خالد بن الوليد ويحب شجاعته وبطولاته فى حروب وفتوحات المسلمين ، وكان ابو موسى بن نصير قد زرع فى موسى حب الجيش الاسلامى وحب العسكرية والبطولة والبسالة فى الحرب ، وكان يرسخ فيه الشجاعة والاقدام وكان يقول له دائما : احب أن أراك بطلا وقائدا عسكريا مثل القائد خالد بن الوليد .

فكبرت هذه الصفات فى موسى بن نصير وأصبح من أنجح قادة المسلمين العسكريين .


- وكان موسى بن نصير قائدا مسلما يحب الدين الاسلامى وينفذ تعاليمه ، وكان يهتم بنشر الدين الاسلامى الصحيح والسمح فى كل بلد قام بفتحها ، 


- وكان موسى بن نصير قائدا متواضعا يفضل مصلحة الدين الاسلامى ومصلحة بلاد الاسلام عن مصلحته الشخصية وعن حبه فى تملك القيادة والسلطة ، فلما وجد أن هناك ضرورة لتعيين قائدا أخر غيره على قيادة الجيش الاسلامى ، وأن يكون هذا القائد من البربر وشجاعا ومسلما مثله حتى يحبه البربر ويطيعوه و يزيدوا من انتمائهم للاسلام ولجيش المسلمين ، حين رأى ببصيرته الصائبة ذلك ، فعل هذا وتخلف عن قيادة الجيش وقام بتعيين طارق بن زياد قائدا للجيش فى فتح الاندلس بدلا منه .



نهاية مشوار موسى بن نصير وكيف توفى :


توفى موسى بن نصير فى عام 97 من الهجرة فى بلاد الحجاز بعد أن عزله الخليفة واستدعاه للاقامة فى بلد ومقر الخلافة .

 وتوجه موسى بن نصير بعد ذلك  للحج ، وتوفى بعد اتمام مناسك الحج على أعتاب مكة المكرمة ودفن هناك ، بعد مسيرة نجاح عظيمة فى العسكرية وفى الجيش الاسلامى وبعد أن أنعم الله عليه بالانتصار فى عدة غزوات قام بها لفتح بلاد شمال افريقيا وبلاد الأندلس ، وقام بادخال الدين الاسلامى فى هذه البلدان .


وهذه الانتصارات التى قام بها موسى بن نصير تعد من أعظم الانتصارات فى تاريخ الفتح الاسلامى وفى تاريخ الدولة الاسلامية على مر العصور .




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة