ابن رشد
والشهير بابن رشد الحفيد .
يسميه الأوربيون ( Averroes ) .
هو فيلسوف ومفكر وطبيب وفقيه وقاضى وفيزيائى وفلكى عربى مسلم أندلسى .
نشأ فى أسرة وجيهة وعريقة فى الأندلس ، كانت تعرف بالمذهب المالكى .
مولده :
ولد ابن رشد فى قرطبة ( أسبانيا ) فى عام ١١٢٦ م .
وفاته :
توفى فى مدينة مراكش (بالمغرب) فى عام ١١٩٨ م .
وكانت فترة حياته فى عصر دولة الموحدين ، ولقد درس ابن رشد الفقه على المذهب المالكى ، ودرس العقيدة على المذهب الأشعرى .
مسيرة الفيلسوف ابن رشد :
تربى ابن رشد فى أسرة أندلسية عريقة ولها احترام بين الناس وكانت تمارس الفتوى ،
فكان له جد يشتهر بابن رشد الجد ، حتى يميزوه من حفيده الفيلسوف ، وكان قاضى وإمام جامع قرطبة .
أما أبوه فهو أبوالقاسم أحمد بن أبى الوليد ، كام يقيم مجلس فقه يعلم فيه طلاب العلم والفقه فى جامع قرطبة ، حيث قام بتفسير القرآن فى أسفار .
وشغل أبوه منصب القضاء فى قرطبة فى سنة (532) هجريا ، وكان ابنه ابن رشد آنذاك يبلغ من العمر( 12) عاما .
ثم ترك أبوالقاسم القضاء ليتفرغ الى التأليف والتدريس فى الفقه والتفسير حتى توفى سنة( 563) هجريا ،
وفى هذه الفترة كان ابنه ابن رشد فى قمة النشاط الفلسفى ، وعاش ابن رشد الحفيد فى فترة شبابه فى أواخر العصر المرابطى الذى تميز بسطوع الفقهاء و تميزهم على الفكر والسياسة .
دراسته وتأثر بمن ومن تأثر به :
درس الفيلسوف ابن رشد على أيدى مجموعة من الفقهاء منهم : الفقيه الحافظ أبى محمد بن رزق ، والفقيه أبى مروان عبدالملك بن مسرة ، والعالم الفقيه ابن بشكوال ، وأبى جعفر بن عبد العزيز ، والذى أجاز له أن يفتى فى الفقه مع الفقيه أبى عبد الله المازرى .
وتأثر أيضا بالفقيه أبى بكر بن سمحون ، وفى الفلسفة تأثر ابن رشد بأبن ماجة .
شغله منصب القضاء :
_ تولى ابن رشد منصب القضاء عام( 1169 م ) فى اشبيلية ثم فى قرطبة ،
_ واستدعاه الخليفة الموحدى ابويعقوب يوسف الى مراكش سنة 578 هجريا وجعله طبيبه الخاص .
وتقرب من الخليفة وعاش فى مراكش أزهى وأجمل عشر سنوات فى عمره .
_ وكان الخليفة ابويعقوب قد استعان بابن رشد للقيام بمهام رسمية عديدة اذا لزم الامر ، ولذلك تنقل ابن رشد فى مختلف بقاع المغرب بين مراكش واشبيلية وقرطبة .
ثم عينه فى منصب قاضى الجماعة فى قرطبة ثم فى اشبيلية ولما توفى ابويعقوب يوسف وجاء ابنه المنصور الموحدى زادت مكانة ابن رشد عند المنصور وتقرب اليه اكثر واكثر .
_ ولكن بعض المقربين الى الامير نصبوا اليه المكيدة عند الامير ، فأمر الامير بنفى ابن رشد وتلاميذه الى قرية اليسانة ، والتى كانت معظم سكانها من اليهود ، وأحرق كتبه ، وأصدر منشورا الى كل المسلمين يمنعهم من قراءة كتبه وعقاب كل من يخالف ذلك الأمر .
_ وظل ابن رشد فى هذ القرية لمدة سنتين ، وبعد تأكد السلطان من براءة ابن رشد وبطلان التهمة ، استدعاه من جديد الى مراكش وعفا عنه ، وجعله كأحد كبار الدولة ، واهتم السلطان نفسه بالفلسفة مع ابن رشد .
_ ولكن الفيلسوف ابن رشد اصيب بمرض وظل لمدة سنة واحدة فقط ثم توفاه الله بسبب هذا المرض فى عام 595 هجريا ، 1198 م .
وقد دفن فى مراكش ونقلت رفاته فى وقت لاحق الى مسقط رأسه قرطبة .
آراء ابن رشد :
1 - افكاره الفلسفية :
للفيلسوف ابن رشد آراء وأفكار معينة ، فيري ابن رشد بأنه لا يوجد تعارض بين الدين الاسلامى والفلسفة ، ولكن يوجد بالتأكيد طرقا أخرى يمكن من خلالها الوصول لنفس الحقيقة المنشودة ، ويقول أن الروح تنقسم الى قسمين اثنين :
- القسم الأول شخصى يتعلق بالشخصية ،
- والقسم الثانى قسما فيه من الإلهية ما فيه ،
وحيث أن الروح الشخصية قابلة للفناء ، فإن كل الناس على مستى واحد يتقاسمون هذه الروح وروح إلهية متشابهة .
و يدعي ويقول ابن رشد ان لديه نوعين من معرفة الحقيقة:
١_ الاول هو معرفة الحقيقة استنادا علي الدين المعتمد على العقيدة وبالتالي لا يمكن اخضاعها للتمحيص و التدقيق و الفهم الشامل.
٢_المعرفة الثانية للحقيقة هى الفلسفة.
2 - اسهاماته فى الفلك :
كان ابن رشد مغرما بعلم الفلك منذ الصغر فعندما كان عمره ٢٥سنة بدأ في تفحص سماء المغرب و من خلالها قدم للعالم اكتشافات ووملاحظات فلكية عظيمة .
و اكتشف نجما لم يكتشفه الفلكيون.
وكان يدرس نظريات بطليموس ، ولكنه نبذها وأبدلها بنماذج جديدة تعطى تفسيرات أفضل لحقيقة الكون.
وقدم للعالم تفسيرا جديدا لنظرية جديدة سميت( اتحاد الكون النموذجى).
و انتقد ابن رشد يعض الفرضيات التي قدمها الفلكيون و قام بوصف القمر بالغامض و الغير واضح ، علي أنه يحتوي علي طبقات سميكة و اخري غير سميكة و تجتذب الطبقات السميكة نور الشمس أكثر من الطبقات الأقل سمكا.
وقدم للعالم أول الأشكال للبقع الشمسية .
3 - أفكاره فى الأخلاق:
قدم آراء أخلاقية انطلاقا من مذهبي أرسطو و افلاطون و اتفق مع افلاطون أن الفضائل الاساسية هى ؛ ( الحكمة و العفة و الشجاعة و العدالة).
واختلف عنه حيث أكد ان فضيلة العفة والعدالة تعتبر عامتان لكافة أقسام الدولة ( الحراس والحكماء والصناع ) ، وهذه الفضائل جميعها توجد من اجل السعادة النظرية والتى هى المعرفة العلمية الفلسفية ، المقصورة على " الخاصة "
- وشدد على دور التربية الخلقية .
- وأعطى للمرأة دورا حاسما فى رسم ملامح الأجيال القادمة ونادى بضرورة اصلاح دورها الاجتماعى والتربوى فى انجاب الاطفال وتربيتهم والخدمة المنزلية .
4 - اسهاماته فى الفيزياء :
- وكان ابن رشد يتبع طريقة فى الفيزياء أقرب الى الطريقة الحديثة ، ولم يوافق على الاسلوب الاستقرائى فى الفيزياء والذى طوره البيرونى .
- ويرى الكثير من العلماء أن أعمال ابن رشد كانت أساسا لنظريات وأفكار مبتكرة فى الفيزياء ، ويظهر ذلك فى شرحه لنظرية أرسطو المعروفة ب " الطبيعة الصغرى " او ( minima naturalia ) وأيضا نظرية المواضعةالمتتالية او ( forma fluens ) لوصف الحركة ، واللتان توصل اليهما العالم الغربى وساهما فى تطور الفيزياء ككل .
- ولقد وضع ابن رشد تعريفا للقوة : على أنها " معدل بذل الشغل الذى يؤثر فى حركة الجسم المادى " .
وله أيضا اسهامات عديدة وجليلة فى علم النفس
كتبه ومؤلفاته :
للفيلسوف ابن رشد مؤلفات متنوعة فى أصناف متعددة ؛ كتب فلسفية وعلمية ، وكتب ومصنفات طبية ، و كتب فقهية وكلامية وكتب أدبية ولغوية .
وما يلى أمثلة لأشهر كتب العالم والفيلسوف ابن رشد :
- كتاب " بداية المجتهد ونهاية المقتصد "
- كتاب " مناهج الأدلة " وهو من المصنفات والأقسام الفقهية والكلامية .
- كتاب " فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال "
- كتاب " تهافت التهافت " والذي رد فيه ابن رشد على الغزالى فى كتابه ( تهافت الفلاسفة ) .
- كتاب الكليات
- كتاب الحيوان
- كتاب المسائل ، فى الحكمة .
- كتاب " شرح أرجوزة ابن سينا " فى الطب .
وله مقالات كثيرة ومتنوعة منها :
١ - مقالة فى العقل
٢ - مقالة فى القياس
٣ - مقالة فى حركة الفلك
٤ - مقالة فى القياس الشرحى
ومن تلاخيصه وشروحاته :
١ - شرح وتلخيص كتاب "ما بعد الطبيعة" او ( ميتافيزياء )
٢ - شرح وتلخيص لكتاب "البرهان" او ( الأورغنون )
٣ - تلخيص وشرح كتاب" المقولات " او ( قاطيقورياس )
٤ - شرح وتلخيص لكتاب النفس
٥ - شرح وتلخيص لكتاب القياس
إرسال تعليق