ابو ريحان البيرونى
هو أبو الريحان محمد بن أحمد البيرونى ، رائد علم الفلك ،
والعالم الموسوعى ، والذى وصفه الناس والعلماء بأنه من أعظم العقول العلمية فى تاريخ الثقافة الاسلامية .
يعتبر البيرونى واحدا من أعظم العلماء فى التاريخ و خاصة فى تاريخ الثقافة الاسلامية ، بسبب اكتشافاته وعلمه ومنهجه العلمى المميز .
وقد عاش البيرونى فى العصر الذهبى للاسلام ، والذى شجع على دراسة العلوم المختلفة ومن بينها علم الفلك .
فهو باحث مسلم ، كان فيلسوفا ورحالة وفلكيا وجغرافيا وجيولوجيا ومؤرخا ومترجما وعالما فى الرياضيات والصيدلة .
مولده :
ولد فى سبتمبر سنة 973 م
فى بيرونى ، أوزبكستان .
وفاته :
توفى فى ديسمبر فى عام 1048 م
فى غزنة ، افغانستان .
تأثر بمجموعة من العلماء منهم ابن سينا ، وابوبكر الرازى ، وارسطو ، ومحمد بن جابر بن سنان البتانى .
واهتم بالجيولوجيا ، الفيزياء ، علم الاجتماع المقارن ، علم الفلك ، الكيمياء ، التاريخ .
مولده ومسيرته :
ولد ابو الريحان البيرونى فى مدينة" كاث " وهى من احدى مدن خوارزم ، والتى تتبع حاليا اوزبكستان ، فى عام 362 هجريا والموافق سبتمبر عام 973 م .
وكان ابوه يعمل تاجرا ، وكانت أمه تعمل فى جمع الحطب ،
وتوفى والده وهو لا يزال صغيرا ، فاتجه البيرونى للعمل لمساعدة والدته على العيش .
والتقى يوما ما بعالم يونانى ، و عرض عليه العمل عنده على أن يعلمه ويعطيه أجرا يكفى لمعيشته هو وامه ، فوافق العالم اليونانى .
واندهش العالم البيرونى من معرفة البيرونى باللغة العربية والفارسية وبدأ يعلمه اللغة اليونانية والسريانية .
اسهاماته ومؤلفاته :
كان للعالم الموسوعى البيرونى اسهامات واكتشافات مهمة وكبيرة يشهد لها العالم ويعتبرها بأنها حققت الفارق فى العلوم والفيزياء والفلك .
وسافر البيرونى الى بلاد كثيرة ، لذلك التقى بكبار العلماء فى عصره ، مثل العالم ابن سينا ، و "أبى الوفا " صاحب مرصد بغداد الذى علمه الهندسة .
وتعلم البيرونى الرياضيات على يد أستاذه" منصور بن عراق" وتعلم علم الفلك على يد أستاذه " ابو نصر منصور بن على " والذى أطلعه بعلوم إقليدس الهندسية وفلك بطليموس .
واجتمعت هذه العلوم والخبرات والتجارب عند البيرونى ليقوم بصياغتها وتنظيمها فى كتبه التى وصلت الى مائة وخمسين كتابا أو أكثر .
قام البيرونى بدراسات نظرية و تطبيقات عملية على ضغط وتوازن السوائل .
وشرح البيرونى كيفية صعود مياه الينابيع من اسفل الى أعلى وأوضح كيفية ارتفاع السوائل فى الأوعية المتصلة الى منسوب ومستوى واحد ، بالرغم من اختلاف اشكال هذه الاوعية وأحجامها .
وتوصل البيرونى الى أن الأرض تدور حول محورها ، وقال ذلك ووضحه فى كتابه ؛ "مفتاح علم الفلك" .
وقام البيرونى بوضع نظرية لاستخراج محيط الارض .
صفاته الشخصية :
كان ابو الريحان البيرونى طيبا يتميز بحسن الخلق ، ولطف الأفعال والأقوال ، مهتما بتحصيل العلوم وجمع المعارف .
وكان يقضى وقتا طويلا فى القراءة وتصنيف الكتب ، وكان البيرونى يهتم بأقسام وأبواب الكتب .
وكان لا يفارق القلم ، وكان معتزا بنفسه وبعلمه ، يقد مكانة العلم ، وكان يرفض أى عطايا من الخلفاء له تكريما منه لهيبة العلماء .
كتب ومؤلفات البيرونى :
للبيرونى كتب ومؤلفات كثيرة ومهمة ،
من هذه المؤلفات ما يلى :
- كتاب "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة فى العقل أو مرذولة"
يعتبر هذا الكتاب أهم وأوسع الكتب فى وصف عقائد وشعائر الهندوسيين الدينية .
حيث قضى البيرونى أعواما كثيرة فى الهند يدرس فيها عاداتهم وشرائعهم ، وتقاليدهم المتبعة فى الزواج والأعياد والطعام ونظام المعيشة ، وأيضا خصائص اللغة الخاصة بهم .
- كتاب "الآثار الباقية عن القرون الخالية" :
ألف البيرونى هذا الكتاب ، الذى يهتم ويحتوى على تاريخ نظم الجماعات والطوائف المختلفة ، وعاداتهم وتقاليدهم ، ويسرد فيه المؤلف بعض الموضوعات العامة فى تاريخةالأمم .
- كتاب" الإرشاد فى أحكام النجوم"
- كتاب "التفهيم لأوائل صناعة التنجيم" :
وهذا الكتاب الذى ألفه ابو ريحان البيرونى ، يعتبر مقدمة شاملة ووافية لمبادئ علم التنجيم .
وهو من أقدم كتب الرياضيات وعلم الفلك ، ومن أهم كتب تعليم أساسيات وعناصر علم الفلك والتنجيم .
ولهذا الكتاب أهمية كبيرة مما جعل منظمة اليونسكو تقوم بتوثيق مخطوطته ضمن برنامج ذاكرة العالم وذلك فى عام 2011 م كأقدم المخطوطات الموجودة باللغة الفارسية ، وإدراجها فى قائمة منظمة اليونسكو للتراث المسجل .
كتاب" الجماهر فى معرفة الجواهر " :
قام البيرونى بتأليف هذا الكتاب القيم باللغة العربية ، ويعتبر هذا الكتاب من الكتب الغنية بالمعلومات القيمة عن الأحجار الكريمة .
وصف فيه البيرونى الأحجار الكريمة بكل دقة وبراعة وتفصيل من حيث صفات الاحجار الكريمة وعيوبها وأماكن وجودها وفوائدها وكيفية اصلاحها ، وايضا جداول اسعارهافى البلدان والازمان المختلفة
- كتاب" القانون المسعودى " :
هو أحد الكتب والمؤلفات الكبرى فى علم الارصاد والفلك ، التى ظهرت فى القرن الحادى عشر الميلادى والخامس الهجرى
وأهدى البيرونى هذا الكتاب للسلطان مسعود بن محمود الغزنوى
- كتاب " الإسطرلاب "
- كتاب "الصيدلة" :
ويعتبر موسوعة فى مجال الأدوية واستخداماتها .
إرسال تعليق